الملتقى الوطني للهجرة: استراتيجيات إدماج المهاجرين في السياسات المحلية

05/08/2025
في سياق تكريس التعددية الثقافية وتعزيز حقوق الإنسان، شاركت جماعة فجيج، ممثلة في السيد محمد بوبكري، كنقطة ارتكاز في الملتقى الوطني للهجرة الذي نظمته مؤسستا "Progettomondo" و"famsi". وقد أتى هذا اللقاء في وقت يعكف فيه المغرب على تعزيز سياساته الوطنية للهجرة، واستكشاف سبل إدماج الهجرة في السياسات والبرامج المحلية.
افتتح اللقاء بمداخلة للأستاذ سعد العلمي مروني، الخبير في شؤون الهجرة. تناولت مداخلته موضوع "السياسات الترابية للهجرة: نحو جماعات ترابية مدمجة ومتنوعة ثقافياً". أوضح السيد مروني خلال مداخلته الأبعاد القانونية والمواثيق الدولية التي وقع عليها المغرب، مشيراً إلى أهمية إدماج المهاجرين في المجتمعات المحلية، ليس فقط من أجل الامتثال للأطر القانونية، بل من موقف إنساني يستند إلى قيم التسامح والتنوع.
تبع ذلك نقاش غني خلال المائدة المستديرة الأولى، والتي استضافت السيد محمد المكوتي، رئيس قسم الادماج الاجتماعي والمواكبة القانونية للمهاجرين بوزارة الخارجية. أشار المكوتي إلى التحولات الكبيرة التي شهدها المغرب فيما يتعلق بالهجرة، حيث انتقل من مجرد بلد عبور لمهاجري جنوب الصحراء إلى بلد استقبال يتعين عليه التعامل مع ظروفهم واحتياجاتهم. في الجلسة نفسها، دعا السيد إدريس اليزمي، مدير مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الحضور إلى تجاوز الصور النمطية السلبية المرتبطة بالمهاجرين، مشدداً على أن هؤلاء يمثلون فرصة ورافعة اجتماعية واقتصادية.
كما تم تسليط الضوء على التجارب الدولية من قبل السيد ميغال موراليس، المدير العام لمؤسسة "Andalusia acoge"، حيث أشار إلى الفجوة بين السياسات الوطنية والإقليمية في إسبانيا، مما يعكس التحديات التي تواجه العديد من الدول في تحقيق التكامل بين المسارين.
بعد فترة استراحة، استأنف اللقاء بمائدة مستديرة ثانية، حيث ناقشت السيدة فتيحة داني، إطار بمجلس جهة الشرق، الجهود المبذولة على مستوى جهتها في سياق الهجرة. وأكدت على أهمية تكامل الجهود بين مختلف الفاعلين المحليين لضمان استجابة فعالة. وفي عرض تفاعلي، قدم السيد هشام حسناوي، خبير في تدبير الهجرة، معطيات رقمية تسلط الضوء على واقع الهجرة بالمغرب. تبعته السيدة إيزابيل كاليوت بتفصيل تجربتها في جماعة كمبيو بإقليم ملقا، والتي تبرز كيفية نجاح الآليات المحلية في إدارة الهجرة.
اختتمت الجلسات بمناقشة من قبل مجموعة من المشاركين في مشروع "طريقي الامن"، حيث تم استعراض النتائج والتوصيات المتعلقة بتحسين السياسات المعتمدة. وأخيراً، اختتم اللقاء بورشة استشارية لممثلي الجهات الثلاث المشاركة: جهة الشرق، وجهة طنجة تطوان الحسيمة، وجهة بني ملال خنيفرة. هذه الورشة تناولت كيفية تنزيل السياسات العمومية في الجماعات الترابية من خلال مقاربة تشاركية تهدف إلى تعزيز الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للمهاجرين.
ختاماً، يمثل هذا الملتقى فرصة قيمة لتبادل الخبرات وتعزيز الوعي حول أهمية إدماج المهاجرين في المجتمعات المغربية، بما يسهم في بناء مجتمع متنوع ومتكامل، قادر على مواجهة التحديات وما يستتبعها من فرص تعود بالنفع على الجميع. إن دور الجماعات الترابية في هذا السياق بالغ الأهمية، يتطلب تنسيق جهود من مختلف الفاعلين المحليين لتجنب الثغرات وتحقيق الأهداف المنشودة في مجال الهجرة.