لقاء تواصلي بين عامل إقليم فجيج ومجلسها الجماعي: حوار من أجل تنمية شاملة

شهد مقر الجماعة الترابية لفجيج، يوم الإثنين 23 يونيو 2025، لقاءً تواصلياً هاماً جمع السيد نور الدين أوعبو، العامل الجديد المعين من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إقليم فجيج، مع أعضاء المجلس الجماعي للمدينة برئاسة السيد عبد النبي عافي. جاء هذا اللقاء في إطار جولات السيد العامل للتعرف الميداني على خصوصيات الإقليم وتحدياته، بعد تنصيبه الرسمي يوم 27 مايو الماضي تحت رئاسة السيد فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية.
استقبال وترحيب وأولويات مجتمعية:
افتتح السيد عبد النبي عافي، رئيس المجلس الجماعي، اللقاء بكلمة ترحيبية بالسيد العامل والوفد المرافق له، مؤكداً على أهمية هذا الحوار التواصلي والمقاربة التشاركية كأساس لتنزيل البرنامج الطموح للمجلس. واستعرض الرئيس الرؤية الاستراتيجية للمجلس، مبرزاً عدة محاور رئيسية:
1. الحوكمة الرشيدة: التأكيد على اعتماد الحوار والمشاركة في اتخاذ القرارات.
2. التعاون مع الشركاء: الإشارة إلى إبرام عدة اتفاقيات لتنفيذ مشاريع تنموية.
3. التحديات الملحة:
· تدبير الماء الشروب: ضرورة إيجاد حلول مستدامة.
· ظاهرة الجراد: تسليط الضوء على الجهود المشتركة لمكافحتها بمشاركة المجلس.
· مشكل المقالع: البحث عن حل عملي ودائم لنقل الرمال داخل تراب الجماعة.
· الأحياء ناقصة التجهيز: التماس مواكبة السلطات الإقليمية لتأهيل هذه الأحياء.
التحديات الأمنية: نظراً للموقع الجغرافي الحدودي للإقليم، مع التأكيد على ضرورة إعادة النظر في التحديد الإداري الحالي الذي يثير استياء الساكنة.
واختتم السيد عافي كلمته بتوجيه الشكر للسيد العامل على الزيارة، مؤكداً على ضرورة استمرار التواصل لخدمة مصلحة الجماعة وسكانها، ومتجهاً بالولاء والإخلاص لجلالة الملك محمد السادس.
العامل: يد ممدودة ومقاربة تشاركية:
تناول السيد نور الدين أوعبو الكلمة معبراً عن شكره لحفاوة الاستقبال وحرصه على الانفتاح والحوار. ووصف مداخلة رئيس المجلس بأنها "جامعة" للنقاط الأساسية، معلناً عزمه على العمل لإيجاد حلول لها.
وأكد السيد العامل على فلسفته القائمة على "الحوار من أجل رابح-رابح"، مشدداً على أن هدفه هو التداول وتبادل الآراء دون إحساس أي طرف "بالتظلم" أو أن رأيه لن يُؤخذ بعين الاعتبار. واعتبر نفسه شريكاً للجميع، سواء داخل المجلس أو خارجه.
مقاربة عملية وقطاعية:
في معرض رده على التحديات المطروحة، خاصة فيما يتعلق بالأحياء ناقصة التجهيز والأمن التربوي والصحة، اقترح السيد أوعبو اعتماد مقاربة قطاعية، من خلال عقد نقاشات متخصصة ومكثفة على مستوى فجيج أو بوعرفة، للخروج بحلول عملية تنبع من انتظارات الساكنة.
وأشار إلى المجهودات التنموية الكبيرة التي تقوم بها الدولة في المنطقة، معرباً عن عزمه على مواصلة هذه الدينامية وضمان انطلاقة قوية لتحقيق التنمية المحلية والبشرية المنشودة في فجيج، التي وصفها بأنها "منطقة عزيزة على كل المغاربة".
في هذا الإطار، تطرق السيد العامل الاقليم الى ملفات المبادرة الوطنية والتنمية البشرية وصحة الأم والصحة الانجابية وتشغيل الشباب. تتوفر عمالة إقليم فحيج على 110 من ملفات الشباب قابلة للتمويل على صعيد الاقليم.
التزام وطموح:
واختتم السيد العامل كلمته بتأكيد استمرارية التواصل مع المجلس الجماعي، معبراً عن أمله في أن يكون عند حسن ظن جلالة الملك الذي منحه الثقة الملكية السامية، وعند حسن ظن ساكنة إقليم فجيج بمختلف مكوناتها. ووعد بترجمة هذا الالتزام على أرض الواقع من خلال فتح نقاشات هادفة تهدف إلى نتائج ترضي جميع الأطراف دون إملاءات. وقال: "إن يدي ممدودة إليكم... وإن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً".
يُعتبر هذا اللقاء التواصلي خطوة عملية أولى في مسار تعاون بين السلطة الإقليمية الجديدة والمؤسسة المنتخبة في فجيج، على قاعدة الحوار التشاركي والبحث عن حلول مشتركة للتحديات التنموية والأمنية والاجتماعية التي تواجه الإقليم، في أفق تحقيق تنمية شاملة تليق بأهالي هذه الربوع العزيزة.

23/06/2025